-
الصحة: تسجيل 890 إصابة و56 حالة وفاة جديدة بكورونا
-
السفارة البريطانية: عزل ذاتي لمدة 10 أيام للقادمين إلي المملكة
-
مجلس الدولة وبنك مصر يوقعان بروتوكولا لتفعيل منظومة التحصيل الإلكتروني
-
مجلس النواب يستمع للحكومة علي مدار 4 أيام بشأن الموقف من تنفيذ برنامجها
-
رئيس المخابرات العامة ينقل رسالة من السيسي للرئيس الفلسطيني
-
وزير الأوقاف: بعد غد.. بدء تفعيل بروتوكول التعاون بين الأوقاف وجامعة عين شمس
-
المجلس الأوروبي: الوقت غير مناسب لفرض 'جواز سفر لقاح'
-
وزير الإسكان: 1 فبراير.. بدء تسليم 1512 وحدة بمشروع 'JANNA' بالقاهرة الجديدة
-
رئيس وزراء بريطانيا يدعو نظيره الهندي لحضور قمة مجموعة السبع
-
'النواب' يرفع جلسته العامة إلي الغد ويطالب بالالتزام بالإجراءات الاحترازية
-
وزير الإسكان يعدل حدود القاهرة الجديدة والشروق
-
سفير كوريا الجنوبية: مصر أصبحت هدفاً مهماً للمستثمرين من مختلف دول العالم
-
سودانيون يحرقون علم إسرائيل احتجاجا علي توقيع التطبيع
-
منظمات مدنية بتونس: 320 مليون دولار أموال وأصول مجمدة لعائلة بن علي بسويسرا
-
وزير التربية والتعليم يلتقي ابنة أحد شهداء الوطن
-
مجلس النواب يوافق علي فرض ضريبة 5 جنيهات لصالح أسر الشهداء
-
مدبولي يشهد توقيع عقد بيع 'عيني ونقدي' لـ5000 فدان لإقامة مجتمع عمراني متكامل بـ'حدائق العاصمة'
-
الرئيس يوجه بتوفير عوامل النجاح لتصنيع السيارات الكهربائية
-
النائب العام: إحالة 3 متهمين لمحكمة أمن الدولة طوارئ لتوليهم قيادة بجماعة 'المرابطون' الإرهابية
-
'اتصالات شباب الأعمال': الرقم القومي للوحدات السكنية يدعم خطط الدولة
-
الأرصاد: طقس الغد مائل للبرودة نهارًا شديد البرودة ليلاً.. والقاهرة 18
-
وزيرة الصحة تتفقد المجمع القومي للأمصال واللقاحات بحلوان بتكلفة 142 مليون جنيه
-
مصر للطيران: تعليمات جديدة للمصرين المسافرين لفرنسا بضرورة إجراء مسحة سلبية لكورونا
-
رئيس وزراء إيطاليا يعتزم خوض مواجهة مع البرلمان
-
الرئيس السيسي يتوجه غدا إلي الأردن بدعوة من الملك عبد الله
-
حكومة النمسا تمدد الإغلاق العام في البلاد إلي 8 فبراير المقبل
-
بايدن يختار 20 مسئولًا أمريكيًا- هنديًا لإدارته المرتقبة
-
قبول دفعة جديدة من الأطباء البشريين حملة الماجستير والدكتوراه بالقوات المسلحة


لعل وصف الكارثة هو الوصف الذي يمكن أن يطلق اليوم علي الوضع الاقتصادي في السودان. ومن ثم باتت المعركة الرئيسية أمام المسئولين السودانيين هي السيطرة علي هذه الأزمة في ضوء ما آل إليه الاقتصاد من حالة تردٍ غير مسبوقة. وجاء هذا كعنصر صادم بعد أن حلم السودانيون بوضع معيشي أفضل بعد انتهاء حكم البشير الذي أطيح به في ثورة عارمة أشعلتها زيادة أسعار الطعام والوقود.بيد أن الأمر اليوم لم يطرأ عليه أي تغيير نحو الأفضل بل بات من المتوقع أن يشهد الاقتصاد تراجعا بنسبة تقدر بـ 72%، وجاء هذا بعد أن راهن الشعب علي الحكومة الانتقالية الجديدة علي أمل أن تقوم بإنجاز تحرز عبره تقدما ما يخرج السودان من فوهة الأزمة الطاحنة، غير أنه لم يطرأ علي الوضع أي جديد بل علي العكس زادت الأمور سوءا لا سيما مع انتشار فيروس 'كوفيد 19'.
ولا شك أن المصاعب الاقتصادية قد أسهمت في الضغوط المفروضة علي الحكومة الحالية من أجل التوصل إلي اتفاق مع الولايات المتحدة يتم بمقتضاه شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. الجدير بالذكر أنه في المباحثات التي جرت في الإمارات في الشهر الماضي بين رئيس المجلس السيادي السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان وبين المسئولين الأمريكيين، عمدت أمريكا إلي وضع شرط رئيسي لتمرير أي صفقة بين البلدين يرتكز علي أن يكون الاعتراف السوداني بإسرائيل سبيلا لحصول السودان علي مساعدات أمريكية قد تصل إلي المليارات. الجدير بالذكر أن السودان يدير في الوقت الراهن مباحثات مع صندوق النقد الدولي، ومن ثم فبدون دعم من الولايات المتحدة الأمريكية لن تتمكن السودان من الحصول علي الإقراض المطلوب. هذا بالإضافة إلي عجز السودان عن شطب ستين مليارا من الديون السابقة. ويظل السودان اليوم أحوج ما يكون إلي دعم خارجي كما أوضح مستشار رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية، بالإضافة إلي حاجة السودان إلي شطبها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
رغم محاولات رئيس الوزراء السوداني 'عبد الله حمدوك' بناء السلام في البلاد والاهتمام بالاقتصاد وقيامه بإجراء إصلاحات بالإضافة إلي إجراء اتفاق سلام مع جماعات المعارضة والعمل علي إنهاء الحكم الإسلامي، إلا أن الوضع الاقتصادي يظل يمثل المشكلة الرئيسية التي تؤذن بحدوث عدم استقرار بل وبوقوع اضطرابات قادمة. وهكذا يظل الاقتصاد هو التحدي الأكبر الذي يواجه السودان.وأحد معالمه ازدياد المشكلات تفاقما مع تراجع قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار، وزيادة نسبة التضخم لتصل إلي 160% وهي النسبة الأعلي إعلاميا بعد فنزويلا وزيمبابوي. بل إن الأزمة الحالية في السودان قد طالت الخبز أيضا حيث تكافح الحكومة للحصول علي العملة الصعبة كي تدفع ثمن القمح المستورد منها. ووفقا لما قاله المسئولون السودانيون فإننا أمام نظام يعاني من مظاهر ضعف، ومن أجل الخروج منه تكافح الحكومة للحصول علي العملة الصعبة كي تغطي ثمن المستورد.وكانت الأوضاع قد ازدادت سوءا بعد تراجع قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار ليصل سعر الدولار إلي 145 جنيها. وواصل الارتفاع حتي بلغ في الشهر الماضي 260 جنيها للدولار.
وشهد شاهد من أهلها الشهر الماضي بوصول السودان إلي وضع طوارئ اقتصادي بعد انهيار قيمة الجنيه مما أدي إلي إيقاف عمليات البيع للجمهور خشية التعرض لخسائر مالية نتيجة عدم ثبات سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية لا سيما أن الاستيراد يتفوق علي التصدير بنسبة تصل إلي 60%. وكان الاقتصاد قد حرم من التعامل مع العملة الصعبة منذ انفصال الجنوب عن الشمال في عام 2011 حيث سيطر علي ثلثي الإنتاج النفطي. وحتي الآن لا يزال الجيش يتحكم في الاقتصاد ويدير الدولة، وبالتالي فإن الحكومة المدنية ضعيفة، كما أن الاقتصاد وصل إلي حالة انهيار وتعمق ذلك مع ارتفاع الدولار، ولهذا فإن الوضع لا يزال ينبئ باحتمال اندلاع ثورة أخري فيما إذا وصلت الأمور إلي حالة يتعذر معها توافر الخبز.